Faris Hammoud
في البدء كانت كلمة الرب الاله خلقت حياه والخلق منها اتعلموا, فاتـــكلمــوا

Dec
11

monkey-human-similar-brain

تسلق القرد الغادة فى سرعة ومهارة حتى وصل الى اعلاها ونظر نظرات سريعة على غابة باشجارها الكثيفة الاوراق  تلقى بظلالها على الارض لتعزل اشعة الشمس والقيظ عن ارض الغابة , الرياح تهب فى المكان بصوت ينذرك بالخطر رغم شدة الحرارة , اخذ القرد ثمرة الموز من على احد الافنان واخذ ياكلها بنهم وسرعة شديدة , واحدة تلو الاخرى وهو ينظر سريعا فى ارجاء المكان حتى استقرت مقلتاه الزبرجدتان  على شجرة مقابلة عليها قرد اخر منشغل بيديه يحاول ان يسلم بيديه اليمنى على اليسرى , يدان يحاولان ان يتقابلا ولكنهما يرفضا ذلك , تعجب القرد الاول من محاولة القرد الاخر , وقف ثم نظر الى كلتا يديه وتعجب ! كم يشبها بعضهما البعض ؟ اليمنى كاليسرى ولكن لماذا لا يلتقيان ؟ لا يتواعدان ولا يبتناجيان , يد ف جانب والاخرى فى جانب اخر , الم يفكرا فى الالتقاء ابدا  رغم الشبه الكبير بينهما ؟

وقف القرد الاول وحاول ان يقلد الثانى حاول ان يسلم بيده اليمنى على اليسرى ولكن كل منهما ابت كل الاباء , حاول مرة ومرة واخرى ولم يفلح , ظل القردان فى هذه المحاولات على بصر كل منهما حتى فلتت احدى ثمر الموز من على شجرة فهوت على على ارض الغابة فتوقف فجأة القردان عن محاولاتهما , نظر كل منهما للاخر لثانية ثم هبطوا سريعا من على الشجرة لمحاولة اللحاق بالموزة , جرى الاثنان تجاهها فى سرعة عنيفة وحركة مضحكة منهما على اربع حتى امسكوها فى نفس الوقت , اخذا يتصاراعان عليها هذا يسحب والاخر يجذب فى دفعات عنيفة منهما , وهوى كل منهما بلطمة على وجه الاخر , ظل الصراع ممتدا حتى سقطت الموزة وتلاقت اليد اليمنى للقرد الاول باليد اليمنى للقرد الثانى ! سكن القردان , سحبا يديهما سريعا كأنما سرت موجات كهربائية فى جسدهما ونظر كل منهما للاخر فى تعجب ! هل خلقت ايدى القرود المختلفة لتسلم على بعضها البعض ؟ وسط هذه الاجواء اجتمعت القرود على الاشجار فى كل مكان جماعة القرد الاول وجماعة القرد الثانى واخذت تصيح وتهتف وترسل زفحها لتحث القردين على استكمال القتال والحصول على ثمرة الموز وسط جمود وسكون من القردين على ارض الغابة.

اقترب القردان من بعضها يحث كل منهما الاخر على تكرار التجربة ولقاء الايدى مرة اخرى , فاخذ القرد الاول يدنو بيديه ببطئ تجاه الاخر , حاول القرد الثانى نفس المحاولة واخد يدنو بيديه ببطء نحو القرد الاول , اقتربت اليدان , اوشكت على السلام  فانلطقت صيحة عنيفة من القرود على الاشجار فتراجع كلها منهما , نظر القردان مرة اخرى لبعضهما البعض وقد ظهر الاصرار فى مقلتيهما , واخذت الايدى تقترب مرة اخرى من بعضها فى توجس وخيفة شديدة حتى التقت الايدى واشتبكت الاصابع وقبلت بعضها فى شوق ولهفة  حتى رسمت شكل حمامة على ارض الغابة , وما هى الا ثوانى حتى صمتت القرود على الاشجار من هول ما يحدث امامهم , وقف القردان على اقدامهم فقط , واطلق كل منهما يديه فى الهواء وبدأ يزداد طولا ويقل تقوس ظهره شيئا فشيئا ويُزال بعض الشعر الكثيف عنه , زال الشعر عن وجهه , تحورت الشفاه من غلظتها السميكة لشفاه رقيقة , صغرت الانف , قل بروز الفك شيئا فشيئا مع وجود شعر فى الرأس فقط , تحول القردان لجنس اخر لم يعرفه بقية القرود , يبدو انه تحول القرد لانسان.

ابتسم الطرفان للاخر ونظرا للقرود ف اعالى الشجر وقالوا لهم : فلتفعلوا كما نفعل , فلتنشروا السلام , واقترب الطرفان مرة اخرى  ليلاقى ايديهما مرة اخرى , اقتربت الايدى بوتيرة اسرع هذه المرة واوشكت على اللقاء , ولكن ظهر شيئ غريب بين يد الانسان الاول على شكل زاوية قائمة صدر منه صوت غليظ وانطلقت منه رصاصة كوابل السهام فاخترقت جسد الاخر , سقط الانسان الثانى ببطئ حتى هوى على ارض الغابة , تحول القاتل لقرد فتقوص ظهره وقصر طوله وازداد بروز فكه مرة اخرى وسط صياح القرود . امسك ثمرة الموز واخذ يلتف حول الانسان المقتول على اربع ويصدر زفاحه ويخبط بيديه على صدره.

وهكذا مات الانسان بعد ان اختار الحياة الاجتماعية التى ابتعد عنها القرد, وظل القرد قرداً…ظل القرد قرداً

Nov
05

life-of-pi02

وقف  الصبى ايلبيس على متن السفينة بيتا التى تخترق امواج البحر مطهمةََ فى رشاقة وانسيابية وصلابة  فى ليل ساجى يرسل فيه القمر ضوءه على المياه لينيرها وتتلألأ قناديل البحر تحت سطح المياه كبلورات خضراء تحت سطح المياه,انفرجت اسارير ايلبيس وهو يمتطى السفينة , يحقق حلمه الطفولى الذى طالما حلم به , لطالما حلم بالسفر على متن سفينة ثم قيادتها يتمنى لو يكون على متن اكبر سفينة فى العالم والان تتاح له فرصة ركوب ثانى اشهر سفينة بعد ان هرب من جده اليها , ينظر للقبطان بعينيه الدعجاوتين فى اعجاب وغيرة فيتمنى لو يأخذ مكانه يتمنى لو يدفعه للبحر فيموت غرقا فتسنح له الفرصة لقيادتها والتحكم بها فى عباب البحر فيجعلها خواراََ بين يديه الصغيرتين , تقدم بعض خطوات وانحنى على طوار السفينة يراقب المياه ويراقب حركة السفينة وهى تشق عباب البحر وود لو يمد يده فتخترق المياه ويقبض على قناديل البحر المضيئة ولكن كلما حاول تعجز يديه الصغيرتين فى الوصول للمياه فيمد يديه فيحركهما الهواء بسهولة ليصدما بجسد السفينة بينما تقبض اليد الاخرى على كتابه المفصل عن العوم . اخذ يراقب القبطان والعمال فهذا عامل اعور ينقل بعض الصناديق مكتوب عليها العاب نارية – يقال انه اقدم عامل على سطح السفينة يهواها ويقدسها كزوجته ويقال ايضان انه فقد عينه اليمنى فى احد المرات التى كادت ان تغرق فيها السفينة ولكنه متمسك بها وبعمله عليها- واخر يعتنى بالشراع وجوقة تعزف وتغنى بعض الاناشيد , الحركة والحياة تدب على سطح السفينة فى تناغم وتناسق يهواه ايلبيس

عاد ايلبيس مرة اخرة لمحاولة لمس المياه من على سور السفينة حتى لامست نقطة مياه اصابعه نظر اليها مستعجبا فقد كان يعلم جيدا انه لم يلمس المياه , تتابعت قطرتين ثم ثلاث على يديه فنظر بعينيه وجهه الصغير وشعره الاسود الذى تطاير مع الهواء الشديد الى اعلى فوجد السماء قد اربدت وازدات غيومها فتابع بعينيه غيمة رمادية اللون تحركت حتى حجبت ضوء القمر , اظلم البحر والدنيا من حوله الا من مصابيح الجاز المعلقة على السفينة , ازدادت الامواج ومارت المياه فى مرمر وبيل واضطربت حركة السفينة فكاد ان يسقط فجرى فى خوف وتمسك باحد اعمدة السفينة , اضطربت الحركة على متن الفلك ووقع الاقدام يتسارع على خشب السفينة ها هو القبطان يأمر العمال برفع الشراع ويعطى الاوامر هنا وهناك كمايسترو فى حفلة لاشهر المغنيين , انزل بعض من طاقم السفينة مراكب للنجاة وها هو الرجل الاعور يحاول تسلق سارى الشراع الجميع يحدقون به اعتلى السارى وبفمه توجد الة حادة قطع بها حبال الشراع فاتفرجت على الفور ولكن دفعه الهواء الشديد فهوى من على الى أسفل , وانكسر احد سوارى السفينة وسقط على عينه اليسرى فاطاح بها وتفصد الدم منها , اشتد الهواء اكثر وفقد الجميع سيطرته على السفينة التى بدأت تنهار وتتمايل يمينا ويسارا كأحد جاريات السلاطين فى ليلة عربدة ومجون , الرعد والبرق يملأ السماء والمطر على اشده ينهل من السفينة حتى بدأت السفينة فى الغرق جرى ايلبيس نحو طوار السفينة وتمسك به ويبدو ان اللحظة التى كان يتمناها بأن تلامس اصابعه المياه تقترب ولكنه لا يريدها الان لا يهواها بهذا الشكل فبسط يديه ناحية المياه ليعرف متى سيغرق وما هى الا ثوانى حتى لامست المياه اصابعه الرقيقة فارتجف جسده وشعر بمدى دنو الغرق الذى سيفترسه بكل سهولة , بكى الصبى وانهالت دموعه على خديه حتى احس بملوحتها فى فمه , تمنى لو لم يهرب من جده الذى يقطن معه و لطالما حذره  من السفن لخوفه عليه من مخاطرها , ولكنه اليوم هرب منه بعد ان عرف ان السفينة بيتا ستكون فى مدينتهم اليوم , كم اعتاد ان يخفى عنه كتب عن العوم والغطس والسفن اعتاد ان يقرأها دون معرفته , يالهى سامحنى ليتنى لم اقترف هذا الخطأ ليتنى لم اقترب من حلمى

ابتلع البحر السفينة كاملا فى فيه , غاص الصبى كذرة سكر فى فنجال من الشاى , اشتد الدجى والظلمة من حوله غاص اكثر سلم روحه ونفسه للمياه , اخذ يتذكر بعض الادعية التى حفظها من جده عن ظهر قلب ويناجى الالهة لانقاذه ولكن يبدو انهم منشغلين عنه الان فقد حلم ذات مرة بالاله يمرح مع جواريه واخذ ينادى عليه فطالما حلم بلقائه ولكن الاله انشغل عنه بجواريه , احس بالمياه تدخل فى صدره وتشرحه وتضغط عليه , اكفهر وجهه شيئا فشيئا وتفصد الدم من منخاره , ثوانى قليلة تفصله عن الوصول للقاع ثوانى ويموت ولكنها تمر كسنين ضوئية الان , اعتذر لجده ودعا الالهة ان تغفر له وتسامحه , الضغط يشتد على رئتيه اكثر فى اكثر واحس بقدمه تلمس القاع

وبينما تصعد مهجته لخالقها جائت مجموعة من القناديل التفت حوله واضائت قاع البحر المظلم , فاستطاع ان يرى كتابه الذى اصطحبه معه عرفه رغم صفحاته المبللة التى هلكت فتذكر درس الغرق تذكر انه حين تصل للقاع لابد ان تصدمه بقدميك فتعلو مرة اخرى , تمسك بتلابيب الحياة وحاول ضرب قدميه فى القاع فلم تسعفه قواه التى خارت و حاول مرة اخرى فضرب ضربة خفيفة واخيرا ضرب القاع بكل قواه فحملته الماء كصاروخ مارق بين ذرات المياه , اغمض عينيه حتى شعر بهواء يداعب منخاره وضوء يداعب مقلتيه الصغيرتين , انه الغلس يداعبه فوق سطح الماء , لم يكن يصدق انه على قيد الحياة لازال يتنفس ويداعب الهواء اجهزته التنفسية , رأى سفينة بعيدة حاول ان يلوح لها ولكن لا فائدة فمن سيرى ذرة السكر فى الفنجال. وجد حوله الناس موتى وجثثهم طافية على سطح المياه , الفوضى تعم المكان والصناديق فى كل مكان حتى لمح صناديق الالعاب النارية التى كان ينقلها الرجل الاعور فذهب اليها وحاول ان يعثر على عود ثقاب لم تتلفه المياه فتح صندوقا وراء صندوقا فى لهفة واصرار وخوف داخلى حتى وجد عود الثقاب فأشعل الالعاب النارية على الفور وانطلقت فى السماء فردت السفينة المقابلة بمثلها دليل على انها راته فاطمئن قلبه واعتلى صندوقا خشبيا وفقد وعيه عليه

فتح جفنيه فى انزعاج فوجد طاقم السفينة التى انقذته حوله يطمئنون عليه وتهللت اساريرهم حين فتح عينيه , ولكن ما هذا هل يعقل ما يراه الان ؟ يرى الان طاقم السفينة وقد كتب على الزى الموحد لهم “طاقم سفينة ألفا” السفينة الاولى فى العالم, ها هو الان , من القاع الى ألفا.ولم ينسى ايلبيس منذ هذا اليوم ان القاع هو اول طريق الحلم

Aug
16
لولا الشيطان لما كان لادم ذرية تُنسب له فى الارض ولا كان هناك جنة ونار ولم يكن الانسان ليهاب الله الذى يحميه بعبادته من الشيطان وواعِدُه بالجنة.هذا هو اسلوب الحكومات او الديكتاتوريات الطامعة للسلطة, تخلق شيطانا ثم تطرده من رحمتها ليكون فزاعة دوما , لا هم يقضون عليه ولا هم يستأنسوه فتظل النار دوما ضرورة حتمية لا غنى عن استخدامها.قصة الخلق هى اكبر اسقاط لما نعيشه اليوم والامس وغدا.
Aug
09

Mystery Girl_wm_wm

لن تسطيع ابعاد مقليتك عنها , فتاة ذو وجه ملائكى , تنساب خصلات شعرها الاسود كليلة اشتد بها الدجى لينيرها قمر واحد اقرب للشكل الدائرى يمتلك عينتين دعجاوتين واقنى الانف التى تنهى قبل شفتين مكتنزتين يختبئ وراءها اسنان لؤلؤية تتمنى لو تمكث مكانهما لتنعم بلمسة من هذه الشفاه ,رقبة طويلة تنساب فى رشاقة لنهدين بارزين  ملتصقين يختبئ القليل منهما تحت بلوفر وقميص ابيض اللون ليثيران هرموناتك الجسدية لتتسابق مع دقات قلبك وكأنها طبول الحرب حتى تخشى ان يسمعها من بجوارك , ترتدى جونيلة سوداء قصيرة تكشف عن ساقيها المنسابين فتعلو واحدة على الاخرى فى منظر يهتك عرض عينيك. انزلت ساقها من على الاخر وفتحت باب السيارة ودلفت للخارج حياها حراس المكان ” البودى جاردز” وذابت من بينهم الى داخل مكان كُتب على اعلاه “رويال كازينو”.

دخلت الكازينو الذى يحتله الصخب والبشر فى كل مكان وتنتشر فيه موائد لعب البوكر والروليت فى شكل منتظم , على اليمين يقف سعد البارمان بقامته الهزيلة لقيادة بار الكازينو, اتجهت الفتاة ـ فى رشاقة وتناسق تتحرك عضلات جسدها بليونة لتبرز مؤخرتها المستديرة وصدرها الناهد الرجراج الذى تتابعه الاعين فى لهفة وشوق ـ الى اكبر منضدة فحياها ” الهنداوى باشا” اكبر رواد الكازينو واكبر جامع للاموال من لعب البوكر, استقبلها فى حضنه مع قبلة على وجنتيها ثم جلست بجانبه فى صمت.

هنداوى باشا رجل انتيكا مهووس بكل ما هو قديم ,متوسط الطول وبدين ذو وجه مستدير يمسك ساعته الذهبية التى يعتقد انها تجلب له الحظ ويرتدى طربوشا كرمزا للقدم. يجلس على مائدة القمار ومعه ليلى التى ينتهكها الجميع باعينهم ويتمنوها ولكن لا يستطيع احد من الحضور الافصاح بذلك امام هنداوى باشا الذى يحتكرها لصالحه.يجلس ايضا كل من بدراوى السيد وعفت العشماوى وعاشور الادهم ويتوسطهم الديلر.

وزرع الديلر الاوراق لكل من الحضور وبدأ الرهان بعشرة الاف فقال هنداوى باشا : هازود ل عشرين.

ـ مزودين معاك , قالها كل من بدراوى وعفت وعاشور , وزع الديلر ثلاثة من كروت الكوتيشينة قائلا ال “فلوب”..ساد الصمت فقال هنداوى “شِك” ومثله الباقون , فكانت الاشارة لنزول الورقة الرابعة من يد الديلر قائلا “التيرن” , فازاد هنداوى الرهان بعشرين الفا اخرى كشفه عفت العشماوى من لغة جسده بانه كاذب فهنداوى باشا مشهور عند الكذب يحك ارنبة انفه دوما , وافق كل من بدراوى والسيد على رفع الرهان بينما انسحب عفت قائلا “فولد” ! , رمى الديلر باخر ورقة المسماة  “ريفر” فانسحب بدراوى وبقى كل من عاشور وهنداوى فانفرجت اسارير هنداوى وقال “فلاش” اكسب كالعادة يا عاشور…

الجميع هنا يهاب هنداوى باشا بل ويتعمدون الانسحاب لصالحه من اجل مصالح اخرى تجرى بينهم.الجميع فى خدمته سعد البارمان او على القناوى الطباخ او الديلرز الذين يتفنون فى زيادة مكاسبه دائما ولكن على مضدد لان هنداوى باشا يعطيهم بقشيشا قليلا شحيحا لا يكفى لمتطلبات حياتهم وهو صاحب السلطة فى هذا المكان هو اغنى من يأتى هو من يستطيع بكلمة واحدة ان يقطع عيش احدهم فلا يوجد مستفيد الا اصحابه ورؤساء العمل كسعد البارمان وعلى القناوى مدير المطبخ اما من يعمل تحت امرتهم فلا يأخذون الا الفتات.. فى يوم من الايام دخل هنداوى باشا المكان فى هالة من الهيبة حوله فوقف العمال له كما يقف حرف الألف على السطر مشى يتفحصهم شابكا يده مع الاخرى حتى لاحظ احد العمال لم يقف لتحيته بل واعترض عليه قائلا ” عايزين فلوسنا يااخى حقنا ” وماهى الا لحظات حتى تجمع حوله بودى جاردز الصالة الداخلية صفعوه وضربوه حتى سال الدم من وجهه وسط قوله “منكم لله ” ولكن صمم القلب اشد من صمم الاذن التى لم تسمع روح العامل المحتج تفارق جسده.هكذا سيطر هنداوى على المكان سيطر عليه بالحديد والنار.

انغمس الجميع فى لعب البوكر وشرب التيكيلا والنبيذ بينما حدث امرا غريبا من نوعه اذهل الجميع حينما شاهدوا من بعيد رجلا طويلا خمرى اللون يرتدى جلبابا وذو لحية سوداء وخطها الشيب يدنو منهم شيئا فشيئا فساد الصمت برهة حتى قال الهنداوى باشا باقتضاب : عايز ايه يا شيخ؟ فكانت الصفعة مباشرة لهنداوى باشا من فم الشيخ وبنظرة حادة من عينيه الجادتين قائلا : اريد ان العب معكم.

شيخ يلعب قمار ؟ عليا الحرام من دينى ده راجل كافر , منك لله يا هنداوى, طب ما نسمع منه جايز يلعبنا قمار حلال ! , بس لا حد يسمعنا ويتقطع عيشنا احنا مالنا؟ جمل كانت تتردد بين عمال المكان دوما.

وافق هنداوى باشا على لعب الشيخ مرعى معهم فهذا سيقلل من منافسة عاشور الادهم له على زعامة الكازينو..مرت الايام فاختلى الشيخ بعمال المكان وسأله احدهم :

ـ ياشيخ انت راجل فاضل ايه جايبك للقمار والهم ده؟

ـ هل تخيلت يوما ان نلعب البوكر بدون اموال ؟

ـ وده ينفع يا شيخنا هو البوكر يبقى بوكر من غير فلوس؟

ـ كم راتبك هنا يا .. ؟

ـ محسوبك خليل , ولا حاجة يا شيخنا ملاليم.

ـ اذن تخيل ان نلعب ونلهو ولكن بما يرضى الله بدون اموال ماذا سيحدث ؟ ستتوفر الاموال ويزيد راتبكم.

ـ انت غريب يا شيخنا كلامك بيلف دماغى..قالها فى حيرة ودهشة.

ـ انه الصواب يا خليل ولسوف نحقق هذا باذن الله.

انتقل الحديث شيئا فشيئا بين عمال الكازينو واثارت الفكرة دهشتهم وسخطهم ثم رضاهم ! ماذا لو لعبنا بدون الاموال ؟ سيتحقق لينا كل شيئ..انضم العديد من عمال الكازينو للشيخ الا بعض من التصق بهنداوى باشا خوفا منه او حبا فيه والبعض الاخر فى جانب عاشور الادهم الذين لم يصدقوا فكرة الشيخ…دارت الايام والشيخ يأتى يوميا للعب البوكر يكسب احيانا ويخسر احيانا اخرى الا ان اصبح فجأة اغنى رجل من بعد هنداوى باشا الى ان دخل فى احد الايام الشيخ مرعى على العمال بالاموال قائلا : هذا ما اكسبه من لعب القمار ولا حاجة لي لهذه الاموال انها اموالكم المنهوبة فلتتمتعوا بها ولكن بشرط ان تدعمونى دوما امام هنداوى باشا…هلل العمال وكبروا من فرط المفاجأة والسعادة فبقشيشهم الان فى ازدياد منقطع النظير.

وفى احد الايام اجتمع هنداوى باشا بسعد البارمان وعلى القناوى قائلا فى عصبية : الشيخ طمعان فى ليلى , وده مش عاجبنى , انا عايزكم تنشروا ده فى المكان وتخوفوا العمال منه ومن يثبت معرفته له اخفض راتبه.

سعد البارمان: ولكن احنا عارفين انه بيلعب مع جنابك من تحت الطربيزة يا هنداوى باشا.

ـ العب معاه اه , اديله الى انا عايزه لكن ياخد مكانى وياخد ليلى؟ لازم نخوف العمال منه, طالما العمال متقسمين بين الشيخ وبينى وبين عاشور فمفيش قلق.

ـ امر معاليك يا هنداوى باشا

مرت الايام والصخب يزداد فى المكان الجميع يلتف حول مائدة البوكر ليلى بانوثتها المتفجرة بجانب هنداوى باشا والشيخ يجمع حوله الانصار بامواله يسب ويلعن فى هنداوى باشا من وراء ظهره ويرسم له الابتسامات الرقراقة امامه وعاشور الذى قاطع اللعب لعدم نزاهته وبدأ فى تجميع بعض الانصار من العمال حوله ايضا الى ان جاء يوم مشهود فى تاريخ الكازينو طالب فيه عاشور الادهم بوقفة ضد هنداوى باشا لاجل نزاهة اللعب وحقوق العمال , الكل متوجس لا يفهم ما يفعله عاشور ولا يصدقوه فلم يحدث من قبل ان دعى احد الى اى شيئ علانية ضد هنداوى باشا فبيده ان يخسف به الارض هو وحراس الكازينو.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اجتمع عاشور والشيخ فبادره عاشور قائلا : لازم تقف معانا بانصارك , هنداوى استفحل ولازم نقف ادامه كلنا.

ـ قال الشيخ ببرود : لا نستطيع.

ـ ايه يا شيخ انت عاجبك الظلم والاحتكار لعامله لليلى والفوز بالغش فى القمار؟

ـ هاكلمك بالبلدى يا عاشور , لو الشيطان كان غير موجود هل كان ادم هينزل الارض ويخلف ذرية تنسب له؟

ـ لا.

ـ وانا مقدرش اعترض على ربنا لانه اوجد الشيطان. قالها بابتسامة ومكر.سلام عليكم يا حاج عاشور.

انصرق الشيخ وجاء اليوم المشهود الكازينو ممتلئ على اخره ولكن هذه المرة بلا صخب الموسيقى بلا غناء العاهرات بلا نغمات البوكر ولا صوت يعلو على صوت العمال المحتجين خارج الكازينو بقيادة عاشور , ارتبك هنداوى باشا ولكنه امر باعادة الموسيقى والغناء واللعب متعللا بانهم شرذمة قليلة لا تؤثر فى عمل الكازينو وامر البودى جاردز داخل المكان بان يسحقوهم خارجا.دارت المعارك يوما وراء يوم وحافظ العمال على اعتصامهم ففطن الشيخ لما يحدث وقرر الانضمام بانصاره لزمرة المعتصمين خارج الكازينو, قل العدد داخل الكازينو وارتبك هنداوى اشد الارتباك ثم صاح فى حنق : قول للبودى الجاردات الى بره يكنسوهم حالا… رفض البودى جاردز الاقتراب من العمال فعددهم اصبح مهولا الا ان دخل قائد البودى جاردز واجتمع مع هنداوى قائلا :

ـ العمال مش عايزينك فى الكازينو خلاص.

ـ يعنى ايه مش عايزنى ؟ وانت ازاى مش قادر عليهم؟

ـ العدد كبير يا هنداوى ولو سبناهم عليك هيخلصوا عليك انصحك تمشى بالزوق والا هنستخدم معاك القوة 

كانت الضربة القاضية لهنداوى باشا لم يستطع المقاومة فقد انهارت كل ادوات مقاومته وغادر الكازينو وسط صافرات الاستهجان والهتافات المعادية له مثل امشى يابن علية , ارحل يابن الزانى , لعنة الله عليك.

دارت الايام كما تدور الكواكب حول شمسها وبدأت الحياة تعود رويدا رويدا للكازينو الذى سيطر عليه الشيخ مرعى بامواله وعلاقته مع الديلرز والبودى جاردز , المشهد تغير الان , يجلس الشيخ بعبائته المهيبة وبجانبه الانثى ليلى وبجانبهم عاشور وبدراوى وعفت وديلر اللعب , الديلر الان يلعب لصالح الشيخ مرعى فهو دوما الفائز محتكرا الاموال جميعها , لم يزد مرتب العمال ولا بقشيشهم , الان يدخل الشيخ الصالة بعبائته ولحيته فيأمر الجميع بالوقوف لتحيته والويل لمن يخالف , يالله؟ انه ليس الشيخ مرعى الذى عرفناه هذا مالم يعدنا به, انه هنداوى باشا بعد ان اطلق لحيته لا اكثر..طالب العمال دوما بحقوقهم ولكن الشيخ تعلل دائما بالمشاكل المالية التى خلفها هنداوى باشا , الم تقل يا شيخ انك ستلغى اموال والقمار ووعدت ان يكون اللعب بنزاهة بدون اموال لتوفر لنا البقشيش؟ اين المعاملة الكريمة ؟ اسئلة دارت بخلد العمال بلا اجابة بالطبع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“امشى يابن الزانية” , “مش عايزين شيوخ” كانت هتافات لعمال المكان المعتصمين امام الكازينو مرة اخرى . اصخب يملأ المكان ضد الشيخ مرعى الكاذب حتى ظهر البودى جاردز المكلفون بحماية المكان داخليا وخارجيا مع انصار الشيخ مرعى وحاصروا العمال المعتصمين وانهالوا عليهم بالضرب والسباب حتى قتلوا منهم من قتلوا وجرحوا من جرحوا… استمرت الاعتصامات وتزايدت ضد الشيخ المرعى الذى اتهم بالكفر الا ان اتى يوم مشهود اخر اعتصم فيه عدد كبير من العمال ضد الشيخ مرعى فظهر فيه قلة عدد انصار الشيخ مرعى , الشيخ مرعى فى ازمة الان اخذ يذهب ويجيء فى صالة الكازينو فى حيرة تامة الان الجميع ضده حتى البودى جاردز فقد امر الشيخ  قائد البودى جاردز بفض اعتصامهم ولكن كانت المفاجأة ان قال له  : امشى بالزوق احسنلك , منقدرش نقاوم كل العدد ده !

ابهذه السرعة سيرحل الشيخ من البار؟ سيترك ليلى والاموال ؟..احتجز البودى جاردز الشيخ داخل الكازينو للتحقيق معه بينما سادت اريحية كبيرة بين عمال الكازينو  , الصالة ينتشر فيها الموسيقى , الجميع يطرب فى نشوة رائعة, ليلى الان ليست حكرا لاحد الجميع يستمتع بها ويغوص فى شعاب انوثتها وهذا ما وعد به عاشور الادهم اكبر من فى الكازينو الان بينما استمر اعتصام لانصار الشيخ مرعى فى محاولات يائسة مستميتة لعودته ودارات المعارك بين البودى جاردز الداخليين للمكان وانصار الشيخ مرعى يراقبهم من بعيد احد العمال الذى ابتسم وقال ” اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين.”

 

 

 

 

May
23

خط ديوانى , كل المفروض مرفوض

خط ديوانى , كل المفروض مرفوض

Apr
28

For Advertising On bolbol Hayran and grow your company business.Limited time to 5-5-2013 – للاعلان على صفحة بلبل حيران
Note : we’re not responsible about ppl likes we guarantee that your page will reach to those number of ppl, like button is only the Decision of Fb user.

https://www.facebook.com/BolbolHayran

60 $ Est. Reach 24.000 -44.000
80$ 40,000 – 74,000
105$ 59,000- 110,000
200$ 71,000 – 130,000
300$ 160.000 – 300.000
400$ 260,000 – 480,000
600$ 240,000-880,000
900$ 760,000 – 1,400,000
1,500$ 1,000,000 – 1,900,000
2000$ 1,500,000 – 2,800,000

Mar
08

خط ديوانى

اخر اعمالى فى الخط الديوانى
“ذهب الذين تحبهم ذهبوا فاما ان تكون او لاتكون”

THe original Pic INfo :

Pen : 3mm -Zig – Handmade
Actual PSD Size :900 MG Bites
Actual Pic SIze for web 20 Mg Bites
Actual Pixels :13661 * 5606 , Supporting Retina DIsplay

Mar
23

دراجـــة الدنيـــا

 

انهيت يومى الدراسى مبكرا , كانت الساعة الثالثة تقريبا حين كنت امشى مع صديقى فادى ف شارع متفرع من شارع الجلاء, طريق طويل الى حد ما وضيق تستطيع ان تلمح كشك ف اخره, على يمينك عمارات شاهقة تكسر حدة الشمس ف الشارع ف هذا التوقيت وبعض الشجيرات على مسافات متساوية مما جعله رطبا تقابلك فيه نسمات الربيع الرطبة فتجعلك تغلق عينيك وترسم ابتسامة و تأخذ شهيقا عميقا لتداعب نفك بهذا الهواء , على يسارك سور مقسم باعمدة كريمية اللون لمستطيلات مطلية بلون النبيذ وكأنها اكوابا تسقيك منها فتجعلك ثملا لتكمل روعة الطريق بهوائه وتتمنى لو ان هذا الطريق لا ينتهى ابدا.

قليل من الناس ف هذا الطريق وكأنما قلة شر البشر هذه تفسير لجمال الطريق والراحة النفسية به,كنت ارتدى بلوفر ابيض به بعض الخطوط العرضية الرفيعة باللون الاسود والرمادى والاخضر والبنفسجى مع بنطلون ازرق داكن , كنت وقتها قد انهكنى التعب اتمنى لو اغمض عينى وافتحها فاجد نفسى على سريرى نائم , كنت اتحدث لفادى عن شركة ابل التى قد هوست عقولنا ف هذا الوقت.

لمحت على بعض خطوات رجل بدراجة لها صندوق امامة وخلفى كبيران ينظم عليهما كراتين من الحلوى و” الشيبسى” لنقلها لمكان ما , استمريت ف حديثى الى ان مررنا بجانبه فتحدث, لم يأتى بوجدانى انه يتحدث لنا فاكملت حديثى الا ان وجدت فادى يقف لابعد عنه عدة خطوات لاكتشف انى “بكلم نفسى عدت ففهمت ان الرجل يطلب منا المساعدة للامساك بكراتين الحلوى حتى يقوم بربطها

رجل ف اخر الاربعينات ربما متوسط الطول لا بالنحيف ولا البدين يرتدى “كابا” بلون ازرق داكن ,وجهه مستدير بعض الشيئ ذو لحية وشارب قصيران متداخلان باللون الابيض ذو تجاعيد ليست الكثيرة ولا القليلة ويرتدى نظارة لقصر نظره يمسكها حبل اسود على اذنيه, يرتدى قميص كاروه بالى الى حد ما تتداخل به المربعات اللبنى مع البيضاء تستطيع رؤية الاخرام به والشقوق التى توحى وكأنه بيت قديم تشقق على مدار الزمن واصفر لونه , يرتدى ايضا بنطالا بنى اللون مع حذاء تحول لونه الاسود الى رمادى به بعض الشقوق والفتحات ايضا لتدل على مرور الزمن عليه ايضا..

سألنا الرجل بابتسامة وبطريقته البطيئة ف الكلام ” انتوا ف جامعة ” ؟ رددنا ف نفس الوقت بالايجاب , واضفنا اننا ف كلية طب الاسنان

رد الرجل بابتسامة: ربنا يوفقكوا ,سكت برهة وقال: انا خريج زراعة بقى ,وضحك ضحكة خفيفة بادلناه اياها بضحكة رسمية للمجاملة وليس اكثر,راود ذهنى تفكير منطقى ” طب امال انت بتعمل ايه بكراتين الشيبسى الى بتنقلها دى ياعم الحاج ” , وكانما هو قرأ ما ف ذهنى وقال : انا خريج 87 , واتعينت ف 2001 , على م القوى العاملة افتكرتنى بقى وضحك ضحكة خفيفة مرة اخرى فلم استطع ان ابادله اياها وقلنا “ياااه , 2001 ؟ ليه كده ؟

رد الرجل : مانا بقولك على ما افتكروا انهم مخرجين واحد فى 87 , انا اتخرجت وجايب جيد جدا وفى مواد جبت فيها امتياز , حاولت اشتغل معرفتش , كانت كل حاجة ماشية واسطة او كوسة زى ماحنا مسميينها ايام الله يجحمه مبارك, سكت برهة ليقوم بربط بعض الكراتين ثم استكمل قائلا : ومرة طلبوا مهندسيين زراعيين تبع الجامعة (او تبع مستشفى الجامعة مش فاكر بالظبط) فا قلت اروح اقدم, حينها جذبنى بيده لكى اتفادى سيارة مسرعة تأتى من ورائى

استكمل بهدوء قائلا : وخد بالك انا محضر ماجستير ف القسم الى كانوا طالبين فيه مهندسين وجايب امتياز ف المادة المتعلقة بيها ايام الكلية, سكت قليلا ايضا ليستكمل ربط الكراتين ثم قال : واحد كان مقدم معايا متخرج بمقبول ومعاه جواب من الحكومة , من الجنزورى الى ماسك دلوقتى ايام ما كان ماسك زمان بقى , سكت قليلا وكأنما كل كلمة يقولها تطعنه او تذكره بماضى اليم وحاضر اكثر ايلاما ثم قال : والله زى ما بقولك انا شفت بعنيا الورقة والجنزورى ماضى عليها ولما دخلت قالولى خلاص الحكاية اتستفت, معلش بقى هنعملك ايه ؟

استكمل : كل حاجة بقت ماشية كده واحنا بقينا ناكل ف بعض ,فتح عينيه اكثر وقال : الواسطة والحقد الى خلوه ف قلوبنا هو ال خلانا كده عايزين ناكل ف بعض وخلاص , يعنى انا شوف متعين من 2001 , مع الزيادة بتاعت المرتبات الى بعد الثورة يادوب مرتبى مقرب ع ال 900 , وهو دلوقتى مرتبه معدى الالف جنيه , طب ده يرضى مين ؟طب احنا عملنا ثورة فيه حاجة اتعدلت ؟ ها ؟ مفيش ده بالعكس الفساد زاد اكتر لاننا اصلا وحشين من جوا,قالك الاخوان والسلفيين وشرع الله وشوفهم ف مجلس الشعب ! مش عارفين يتكلموا ولا عارفين يعملوا لينا اى حاجة

احكم الرجل ربط الكراتين , انا وصديقى لازلنا نستمع عاجزين عن الكلام , كنت اتحدث معه عن شركة ابل قبل لقاء الرجل لذى كل ما يأمله ان يزيد مرتبه لألف جنيه ! المبلغ الذى قد يُصرف ف كليتى ف اسبوع !

استكمل قائلا:عايزين نصيحتى؟ متعدوش هنا مش جايبة همها , طب قولى انت هتجيب شقة ايجار ازاى تعيش فيها وهم من بعد ما عملوا القانون الجديد محدش عارف يسكن , يا يزودوا عليك الايجار يا يطردوك ويجيبوا غيرك , اخذ يغير نظره بيننا واستكمل : متعدوش هنا الى يجيله فرصة يخرج بره اخرج واشتغل ولما تستريح تعالى هنا واعد براحتك,احنا هنا مش بنى ادمين.

كل هذا الوقت مر بحديث طويل لما انطق به بكلمة ولم اعرف كيف انطق او ماذا اقول , استكمل قائلا : احنا نفسنا البلد تتصلح يعنى احنا نفسنا البلد تتصلح بجد نفسنا نعيش مستريحين ,يلا ربنا يسهلها , رددنا عليه بأسف يارب

احكم الرجل عجلته واستعد للمغادرة عرضنا عليه اى مساعدة اخرى فشكرنا ونطق باخر كلمات : انا اسف انا عارف انى عطلتكوا بس الواحد مبيصدق يفضفض مع اى حد , رددنا عليه مسرعين وكأنما فرحنا قليلا اننا استطعنا تقديم مساعدة له ولو معنوية وقلنا: لالا مفيش حاجة براحتك يا حاج , شكرنا وودعنا لنستكمل ويستكمل طريقنا المشترك, طريقنا الذى ظننت انه خالى من المشاكل , ولكنى تأكدت ان الحكم بالمظهر ليس كافيا , الشارع بجماله وهوائه احتوى ايضا على بشر لهم مشاكل وهموم,من اطلق لحيته والتصق لسانه بكلمة شرع الله وانما هو مظهر فقط,وسيلة استغلها لمصالحه, حتى القيادة الحالية تحت مسمى المجلس العسكرى رسمت الثورية على شكلها ف بداية الامر فانخدعنا مرة اخرى -وكاننا لا نتعلم- بالمظهر , وثقنا بهم , ولكنهم كسابقهم,كم منا فكر ف الفقراء؟ كم نائب من مجلس الشعب واغلبيته فكرت بهم؟هل فكر المشير بهم؟ لا اظن ذلك,الدنيا كدراجة هذا الرجل معبأة بالهموم ككراتين الحلوى نثبت همومنا كما يثبت هذا الرجل الكراتين بالدراجة.

 

Jan
03

The WordPress.com stats helper monkeys prepared a 2011 annual report for this blog.

Here’s an excerpt:

A San Francisco cable car holds 60 people. This blog was viewed about 3,000 times in 2011. If it were a cable car, it would take about 50 trips to carry that many people.

Click here to see the complete report.

Nov
08

ف هذا اليوم اتخذت قراراَ لا رجعة فيه فقد قررت النزول بدون وجهى ! سانزعه عنى للابد , لن ارى وجوه الناس. ولا اريد رؤيتهم” بهذه الكلمات بدأ عبد الصمد يومه , يومه الذى لم ينتهى مع انتهاء البارحة بسبب ارقه المستمر بسبب مشكلة ف العمل. ولكن هل يمكن لانسان نزع وجهه ؟ هل هذا ممكن ؟ هل استطيع التخلص من عينى واذنى؟ هذا ما سنراه

عبد الصمد موظف يعمل باحد المصالح الحكومية, رجل قصير الى حد ما , نحيل ذو رقبة طويلة طول ملحوظ كلما رأها تذكر لقب الزرافة الذى اطلق عليه ايام الصغر من اصدقائه, ذو وجه مستطيل تبدو عليه علامات الجوع والعوذ والاملاق , شاحب ذو تجاعيد تغلب عليه سمرة اللون التى اكتسبها من السير ف الشمس الحارقة فاحيانا ما يميل لادخار جنيه او اكثر ويسير الى بيته من مكان العمل , اسود العينين كالليل وذو شارب صغير ولحية خفيفة يسكن بيت قديم ورثه عن ابيه الذى ورثه عن جده , بيت جدرانه مشقوقة جدرانه مصفرة ان دلت فتدل على عتق هذا المكان وقلة نظافته , يتكون من غرفة للمعيشة صغيرة على يمينك غرفة واحدة للنوم اماها حجرة بها المرحاض
وعلى الجانب الاخر مطبخ صغير, عبد الصمد متزوج وله ولد وحيد ف كلية الطب التى طالما حلم بان يرى ابنه فيها والا يكون له حظ عاثر مثله ف الحياة

بعد اتمام عبد الصمد للكلمات الاولى ف الساعة السابعة صباحا اخد ملابسه المعلقة على مسمار وجد ف الحائط
فارتدى بنطاله الذابل وقميصه الخافى لضلوعه البارزة , نزع وجهه كما قال ولكن اين يضعه ؟ هل يحتفظ به ؟ ام يتخلص منه للابد ؟ قرر ان يتخلص منه للابد فى اى مكان تجمع فيه القمامة, نزل درجات السلم المكسورة لاعنا عليها ايامه التى مل منها خصوصا بعد الثورة التى ملأت روحه ببعض من الامل الذى دفنته الايام والذى اندثر
واختفى مرة اخرى بعد الثورة

استقبل عبد الصمد الشارع بتكشيرته المعهودة  فقابله الشارع ببعض من الهواء والتراب المعهود ف فترة الخريف شارع قديم متكسرة دروبه ذو منخفضات ومرتفعات تستحوذ عليه الحفر والبلاعات المفتوحة التى اعتاد اهل المنطقة تغطيتها بالحجارة وما شابهها, مر عبد الصمد على محل عم حمدان البقال فاوصاه ببعض الطلبات التى طلبتها منه  زوجته- دون النظر لوجه عم حمدان- وطلب منه ان يضع الحساب ” ع النوتة ” لم يستطع عم حمدان سماعه ولم يلحظ ذلك عبد الصمد-فهو بدون وجه- وانصرف , بعدها يمر عبد الصمد على عباس الحلاق الذى لم يفتح محله بعد وعلى الجهة المقابلة مقهى ” السكرة ” التى اعتاد ان يقضى سهرته القصيرة بها والتى تستقبل اى مكالمة له هاتفية له, كان عليها بعض الاصدقاء له يحتسون الشاى ل ” تعمير الطاسة” كما يقولون ولكنه لم يلتفت لهم حتى تسائلوا  اين وجه عبد الصمد ؟ هل اخفى عينيه؟ فرد احدهم معللا ذلك بصنف الحشيش الذى هوس عقولهم بالامس حتى اصبحوا يرون الناس بلا وجوه ! على طول الطريق محلات ودكاكين الى ان يصل الى الشارع الرئيسى لياخذ  مواصلة لمقر عمله

صعد عبد الصمد الاتوبيس جلس على مقعده , كانت بجانبه سيدة عجوز ذو رداء اسود بالى توقع البعض ممن يعرف
عبد الصمد شكلا واخلاقا بان يجلسها مكانه لكنه … لا يرى! تحدث البعض باحاديث جانبيه عن اعتصام ماسبيرو  المحاكمات العسكرية , وعن اعتصام سيحدث ف هذا اليوم ومن المرجح انصراف الموظفون باكرا من مجمع التحرير , ساله احد الاشخاص عن رايه ف هذا, ولكن ما هذا ؟ عبد الصمد لا يسمع ايضا ! نظر اليه احد الجالسين وقال : ده من غير وش يا جدعان

وصل عبد الصمد مقر عمله فقابل مديره ف العمل الذى طالما حدثه بزيادة راتبه الا ان المدير لم يكن ينتبه له , قال المدير : صباح الخير يا عبد الصمد
صباح الخير يا عبد الفتاح بيه , ثم استكمل : انا قررت ابيع , انا قررت انزل من غير وشى , اثنى عليه مديره قائلا بانه القرار الصائب ,, دخل عبد الصمد المصلحة الحكومية وسط همس من كل من فيها ” انها المرة الاولى التى يدخل فيها مع المدير ! انها المرة الاولى التى يسمع فيها المدير شخصا رغم انه بلا وجه ولا اذان! متسائلين السؤال
الشائع ف هذا اليوم : اين وجه عبد الصمد ؟

عبد الفتاح المدير هو رجل ثرى , بدين لا تستطيع ملاحظة الفارق بين وجهه وجسمه المستدير كالبالون , يرتدى نظارة لامعة من فخامتها , رجل انيق يرتدى دوما البدل الانيقة ياتى من بيته ف سيارته الانيقة من موديل ” مرسيدس  متزوج وله ولد وابنتين,, دخل عبد الفتاح مكتبه الفخم جلس على مقعده المخصص وفتح التفاز واخرج نوع من السيجار الفخم ليقوم بتدخينه  سعيد بما قاله له عبد الصمد عن نزع وجهه. عبد الفتاح رجل معروف بانه شخص وصولى لا يهمه الا مصلحته  مصلحته فقط , غير عابئ باى شيئ حتى انه مسمى بينهم بالفل عبد الفتاح لانهم يعتبروه من الفلول فقد كان من اكبر معارضى الثورة فهو لا يهمه مصلحة اى شيء او اى شخص سوى نفسه

مرت ايام واسابيع وشهور حتى بدت على عبد الصمد مخايل النعمة , ابتاع ملابس جديدة , زاد ف وزنه , ابتاع سيارة اخيرا وقريبا يسكن بيت جديد ,بيت جديد بالوان زاهية بجانب بيت عبد الفتاح مديره ف العمل لا مزيد من الجوع ,لا مشاكل,ولا اى شئ يعكر صفو مزاجه , لم يكن يدرى عبد الصمد بان التخلى عن وجهه سيجعله هكذا وسينتقل به من الطبقة المطحونة الى الطبقة العليا , لم يعد عبد الصمد يتحدث الى احد من جيرانه ولا اصدقائه القدامى , لا يسمعهم ,لايراهم , لا يشتم رائحة عرقهم المعتادة عند عناقهم

عبد الصمد الان زاهى , مشرق وكأنه اشراق الشمس بعد الغروب وفتح الازهار بعد الذبول, ولكنه لا يرى ابتسامته يود ان يراها ولكن شيئا ما يمنعه شيئ ما يعاكس اتجاه فرحته ويحعله حزين , انه بلا وجه ,بلا ملامح ,تذكر انه لم يتخلص من وجهه كما كان يريد , ظل يبحث عنه بين ثنايا وطيات بيته القديم الا ان وجده , اخيرا سينظر لوجهه ويرى الابتسامة بدلا من الكأبة ! اخيرا سيجد وجهه مشرقا
سيعرف معنى السعادة التى لم يعرفها قط !

ما ان وضع عبد الصمد وجهه حتى سمع رنات تليفونه المحمول الذى ابتاعه منذ ايام , اخرجه من جيبه ورد على المتصل وما ان رد عليه حتى اسود وجهه ورسمت علامات الرعب على وجهه وانقبض صدره ووقف مكانه جامدا وكانه تمثال حسن نقشه وصنعه فاصبح محاكيا للانسان, افاق من غيبته و نزل مسرعا درجات سلمه سالته زوجته اين يذهب فلم يجب ,
توجه الى سيارته  وحاول التوجه بها الى مقصده ولكنها لا تعمل ! هل خلعت السيارة وجهها هى الاخرى ! تركها عبد الصمد وتوجه لوسيلة مواصلاته القديمة وهى الاتوبيس صعد اليه منتحبا مذعورا ووقع على ارضه وقد فاضت منه نُهر من الدموع قائلا بصوت متقطع متحشرج مبحوح : ابنى اتقبض عليه , قبضوا عليه وبيحاكموه عسكرى , معنديش غيره يا ناس انا عايش ف الدنيا له , لماذا بعت وجهى ؟ لما تخليت عنه ؟ كل ما فعلته كان من اجله الان ذهب منى كالرماد ! سكت برهة ونظر الى وجوه الناس ولكنه لم يراها ! انهم لا يسمعونه ! لا يرونه وكانه زجاج شفاف ! ما هذا ؟ هل باعوا وجوههم ؟ انا احتاجهم , من سيقف معى ف محنتى ؟ انا وحيد الان ؟ يحدث معى ما
حدث لغيرى وانا غافل !

وصل عبد الصمد مقصده ف س 28 وهو المكان الذى استجوب فيه ابنه من النيابة العسكرية فلم يجد احدا سوى عبد الفتاح ! عبد الفتاح يقف وحيدا , ولاول مرة بوجهه الذى بالكاد اخبره بان ابنه وابن عبد الصمد قد تم الحكم ضدهم ب 5 سنين ! , نظر عبد الصمد للناس صائحا : هل بعتم وجوهكم ؟ تخليتم عنها ؟ بل انه ذهب اليهم ف شكل هيستيرى
يحاول جذبهم ليقفوا معه ف مسيرة ضد ما يحدث ولكنه لا يتسطع لمسهم ! لا يرونه لا يسمعونه كما كان الحال ف الاتوبيس ! هل تدور الدنيا علينا ؟ هل ينتقم منى القدر ؟ رد لى الصاع صاعين ؟ اندم الان لبيعى ضميرى ؟ ولتجاهلى مشاكل الناس ؟ , كانت هذه الكلمات التى انهى بها عبد الصمد حياته متوفيا بحسرته على ابنه.

هتفضل سلبى ؟ هتفضل ماشى من غير وشك ؟ بتعيد دلوقتى وفى علاء سيف وغيره ف السجون من غير اهاليهم واهاليهم من غيرهم ! كان ممكن يتحقق معاه ويروح بيتهم ولكنه قرر ميعترفش بالمحاكمة العسكرية للمدنيين واتسجن كل ده عشان عمل ده وانت ماخدتش موقف معاه , لانك بايع وشك , انك تشيل وشك من عليك ده مش شيئ خيالى  ولا فانتازى بالعكس ده حقيقى لانك لا ترى , لا تسمع , لا تتكلم ولا تاخذ موقفا وستخلع الناس وجوههم عنك حين تقع فى ازمة وستقع لا محالة.فليذهب كل منا ليبحث عن وجهه  ويجده اينما وضعه ويحيا به مرة اخرى . لا للمحاكمات العسكرية للمدنين.